موت بحجم الحياة

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
04/10/2007 06:00 AM
GMT



هي محض ابتسامات ورؤى

وقناديل صمت معلقة على جانبي طريق البوح

وحمامات مذبوحة بطريقة وحشية

وانسان محطم مرمي على قارعة الطريق ، يتنفس آهاته ويرتشف ذله ويرقب من بعيد شبح الموت

يتهدج صوته في سكون الليل .. يطلب المستحيل

في أن تمتلك يداه رغيف خبز يابس وأن يتخلص من خرط القتاد الذي يحيطه

يتأوه ويصرخ من لظى أحلامه النارية المتوهجة في نفق الذات

والناس حوله تماثيل صامتة في مدينة حجرية عافها نبض الحياة

وقطة سيامية تبحث بين أوراق الخريف المتساقطة عن بقايا جرذي مات من الجوع ..

لا شيء سوى اللاشيء

والأسى يشيع الأمل الى مقبرة الأحلام

ويقرأ عليه سورة التوبة

علّ الربيع يسمع .. فيخشع للخريف

ثمة صوت يتباكى من بعيد ..

لا حاجة لنا بالأمل بعد اليوم ..

أقتلوا ذريته بعد أن شيعتموه ..

فأبناؤه ( تفاؤل ووعد وتنبّوء ) سيكونون سبب مأساة المستقبل

ألم تسمعوا بقرارات مجمع الآلهة

فقد قالوا قولتهم الشهيرة

( لن يحيا بيننا من يؤمن بإله واحد بعد اليوم )

وتلوح في الأفق المكفهر ملامح الجموع الجائعة الخائفة الضائعة

تهتف للموت وتدعوه أن يكون بديلا للحياة

فقبر الحياة معتم .. لا تضيئه قناديل ( الأيمان )

ويتصاعد صراخ جموع الله

هيا اقتلونا ياسادة مجمع الآلهة

هيا اقتلوا من يشارككم أكسير الحياة

أنفردوا به وبأوكسجينه لوحدكم ..

أيعقل أن تجتمع الطهارة بالعهر ؟

والظلام بالضياء ؟

دون أن يسود أحدهما !

وحين تقترب الجموع الهلامية

تتصاعد في الجو رائحة عرق الحياة المزكمة للأنوف

والممزوجة بطعم الفقر والخوف وبعطر اليأس المقيت

فيأمر حكيم مجمع الآلهة قائلا

" من أجل حياة أفضل ، ومستقبل أجمل وأيمان أمثل ، .. عليكم ياجنود الأله قتل جموع الله "

فتنطلق في الأجواء رصاصات معبأة ببارود الرحمة ، لتريح الأنفاس المتعبة اللاهثة وراء جنة الموت ، والهاربة من جحيم الحياة .